أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة، 17 يناير 2023: وقعت شركة “كيورس إيه آي” للذكاء الاصطناعي وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي اتفاقية تعاون خلال “أسبوع أبوظبي للاستدامة” وذلك لتطوير مركز عالمي للذكاء الاصطناعي الحيوي سيكون مقّره في مدينة أبوظبي. وستدعم المنشأة الحديثة تطوير الأدوية المخصّصة والمصممة لتناسب التنوع السكاني في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وفي إطار هذا التعاون، سيتم إنشاء مركز للتميّز في قطاع الذكاء الاصطناعي الحيوي “Bio-AI” في أبوظبي، لتعزيز إمكانات تطوير أدوية أكثر أمانًا وتخصصاً. ومن المقرر أن توفر جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي خبرتها الواسعة في تحسين نماذج الذكاء الاصطناعي التنبؤية، علاوة على تحفيز خريجيها للبقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة لاستكمال مسيرتهم المهنية.
وقامت شركة “كيورس إيه آي”، الرائدة في مجال سلامة العقاقير الطبية باستخدام الذكاء الاصطناعي، بتطوير أول منصة للتنبؤ السريري تستخدم الذكاء الاصطناعي الحيوي في العالم، وهو ما يجعل من عملية تطوير الأدوية أكثر سرعة وكفاءة، كما يعد بتوفير مئات الملايين من الدولارات من تكاليف البحث والتطوير. ومن خلال هذا التعاون، ستقوم “كيورس إيه آي”، التي تعمل في بوسطن وتل أبيب، بتأسيس فرعها “كيورس الإمارات” في أبوظبي.
تطوير الأدوية الموجهة
وتجدر الإشارة إلى أن حوالي 90% من التجارب السريرية للأدوية الجديدة تنتهي بالفشل، في حين أن تقنية “مريض على شريحة”، التي تمتلك حقوقها “كيورس إيه آي”، تعد بخفض نسبة الفشل من خلال التنبؤ بالعقاقير التي من المرجح أن تعمل على البشر. ويقوم نظام “كيورس إيه آي” بإجراء تفاعلات الاختبار بسرعة من خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التنبؤية التي تحاكي مرضى متنوعين وراثيًا، مما يلغي الحاجة إلى إجراء التجارب على الحيوانات وتجنب المخاطر والتكلفة المرتبطة بالتجارب السريرية الفاشلة.
وبهذا الصدد، قال إسحاق بنتويتش، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “كيورس إيه آي”: “يسعدنا التعاون مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في أبوظبي نظرًا لالتزامها القوي بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي ووجود فرص كبيرة للتعاون مع الجامعة. كما نحيي رؤية صاحب السمو الشيخ محمد زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، التي تقود دولة الإمارات العربية المتحدة لتصبح مركزًا للتميّز في الذكاء الاصطناعي كركيزة قوية للاقتصاد، ويشّرفنا أن نساهم في تحقيق هذه الرؤية”.
ويقود عمليات الأبحاث في “كيورس إيه آي” البروفيسور آرون سيشانوفر الحائز على جائزة نوبل، والبروفيسور روبرت لانجر المؤسس المشارك لشركة “موديرنا” ورئيس مجلس العلوم الأسبق في “هيئة الغذاء والدواء الأمريكية”. كما يرأس هنري ماكينيل، الرئيس التنفيذي الأسبق لشركة “فايزر”، المجلس الاستشاري في “كيورس إيه آي” إلى جانب الدكتور كوبي ريختر مؤسس شركتي “ميدينول” و”أوربوتك” الرائدين عالميًا. ويقود فريق جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي البروفيسور إريك زينغ رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي والباحث الرئيسي المشارك في تعاون الجهتين.
ومن جانبه، قال البروفيسور إريك زينغ، رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي: “ناقشت مع البروفيسور تشيتشانوفر وفريق (كيورس إيه آي) مجموعة من المواضيع، وفي مقدّمتها معالجة التحديات الصحية في المنطقة بشكل أسرع وأقل من حيث الكلفة. وتعد الأنظمة العضوية التي يتم تطويرها في (كيورس إيه آي) بمثابة منصة مبتكرة لاختبار الأدوية، وسيتم استخدام هذه الأنظمة مع خطوط إنتاج عالية الأداء ومدعّمة بتقنيات الذكاء الاصطناعي لتصميم الأدوية. وستعزز إمكاناتنا الفريدة في علوم الأحياء المرتكزة على الحوسبة وتعلّم الآلة في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي جهود (كيورس إيه آي) من أجل تسريع عملية تطوير أدوية تخصصية جديدة والمساهمة في إنقاذ حياة المرضى”.
وكجزء من هذا التعاون، سيقود كون زانغ نائب رئيس قسم تعلم الآلة، وأستاذ مشارك في القسم ذاته بجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، مشروعًا بحثياً بعنوان “زعزعة الطب الشخصي باستخدام تقنية (مريض على شريحة) والاكتشاف السببي”. وسيعمل المشروع، الذي سيستفيد من موارد الجامعة وموظفيها، على تسريع اكتشاف العوامل الشخصية للمريض التي تؤثر على الحرائك الدوائية، والقياسات الجينية ذات التأثير السببي على استقلاب الدواء، والقياسات الوظيفية للأعضاء (مثل فحوص الكبد والكلى والقلب)، بالإضافة إلى الخصائص العرقية المحددة التي تؤثر على استقلاب وسلامة الدواء. وسيدعم البحث تطوير بروتوكول إدارة الدواء بشكل مخصّص للمريض، واستخدام تقنية “مريض على شريحة” للكشف السببي عن علاجات خاصة بالمريض.
وقال سلطان الحجي نائب الرئيس للشؤون العامة وعلاقات الخريجين في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي: “يعد التعاون بين (كيورس إيه آي) وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي خطوة أخرى على طريق تنفيذ خطتنا الشاملة لجعل دولة الإمارات العربية المتحدة مركزًا للتمّيز في تقنيات الذكاء الاصطناعي المبتكرة. وتجلب (كيورس إيه آي) إلى دولة الإمارات العربية المتحدة أحدث التقنيات في مجال الأدوية الحيوية، ما سيساعدنا على تنمية المواهب المحلية وتطوير البنى التحتية علاوة على ترسيخ مكانة الإمارات كمركز صناعي عالمي وعالي التنافسية”.