أفادت وكالة رويترز الإخبارية نقلًا عن ثلاثة مسؤولين حكوميين مشاركين في صنع السياسات ومصدرين مصرفيين إن الهند طلبت من البنوك والتجار تجنب استخدام اليوان الصيني للدفع مقابل الواردات الروسية بسبب خلافات سياسية طويلة الأمد مع الصين.
بيد أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، إذ إن الهند تفضل استخدام الدرهم الإماراتي لتسوية صفقات التجارة مع روسيا، والتي أصبحت أكبر مشتر للنفط الروسي.
وقالت المصادر إن شركتين هنديتين على الأقل سددتا بالفعل بعض المدفوعات بالدرهم، وأظهرت الفاتورة أن المدفوعات ستُسدد إلى جازبروم بنك عبر بنك المشرق، بنك المراسلة في دبي.
وقالت المصادر إن الشركات التجارية التي تتعامل معها روسنفت بدأت في طلب السداد المعادَل بالدولار بعملة الدرهم الإماراتي هذا الشهر.
ويشير هذا التحول إلى أن العقوبات الدولية التي تقودها الولايات المتحدة على روسيا قد بدأت في تآكل هيمنة الدولار التي استمرت منذ عقود، حيث تمت تسوية معظم صفقات النفط بين الهند وروسيا بعملات أخرى.
الدرهم الإماراتي
إن شراء النفط بالدرهم الإماراتي من قبل الهند، يؤدي إلى تعزيز الثقة في العملة الوطنية، بالرغم من أن الدرهم مربوط بالدولار، ولكن هذا يجعل الدرهم عملة أساسية في الإقليم والعالم، فالطلب على الدرهم الاماراتي يزيد سعره أمام العملات الأخرى، وهذا يؤدي بدوره إلى إعطاء دفعة قوية للاقتصاد الوطني، بينما قد يؤدي إلى تخفيض طلب الاستيراد إذا ما دفعها بعملة أخرى غير الدولار الأمريكي. كما أن ذلك يؤدي إلى تعزيز مكانة الإمارات في السوق العالمي، إضافةً إلى مساهمته في تعزيز نمو الميزان التجاري المحلي.
هذه الأحداث تبين مدى أهمية الاقتصاد الإماراتي في المنطقة، ومدى الثقة التي تتمتع بها العملة المحلية على المستوى الدولي، وما هذا إلا نتاج للقفزات النوعية التي يخطوها الاقتصاد الوطني؛ بفضل الرؤية الاستراتيجية للقيادة الحكيمة.
ذكر أحد المسؤولين الحكوميين المعنيين مباشرة بالأمر أن نيودلهي “لا تشعر بالارتياح” إزاء تسوية التجارة الخارجية باليوان لكنه قال إن التسوية “بالدرهم لا مانع منها”، وفقًا لوكالة رويترز.
وأفاد المسؤول الثاني بأن الهند لا يمكنها السماح بتسوية المبادلات التجارية باليوان لحين تحسن العلاقات بين البلدين.
ولم يذكر المسؤولون الخمسة ما إذا كانت هناك أسباب اقتصادية وراء إحجام الهند عن قبول التسوية باليوان.
وأكدت المصاردة أن بنك الاحتياطي الهندي (المركزي) لا يفضل تسوية التجارة الخارجية باليوان.
ولكن، أفادت المصادر أيضًا بأن روسيا تفضل التسوية باليوان لأنها تساعدها على شراء بضائع من الصين.
النفط الروسي
بعد أن فرضت الدول الغربية سقفًا لأسعار النفط على روسيا في 5 ديسمبر، دفع العملاء الهنود ثمن معظم النفط الروسي بعملات غير دولار، وكان أهمهم الدرهم الإماراتي، وفقًا لرويترز.
وتقدم تجارة النفط في الهند، ردًا على اضطرابات العقوبات والحرب الأوكرانية، أقوى دليل حتى الآن على التحول إلى عملات أخرى يمكن أن تثبت أنها واردة.
أصبحت الهند المستورد الثالث للنفط في العالم وأصبحت روسيا المورد الرئيسي لها بعد أن تجنبت أوروبا إمدادات موسكو في أعقاب غزوها لأوكرانيا الذي بدأ في فبراير من العام الماضي.
وفقا للوكالة، يقدر حجم هذه المعاملات على مدى الأشهر الثلاثة الماضية بما يوازي عدة مئات من ملايين الدولارات، مما يدل على مرحلة جديدة في العلاقات التجارية بين البلدين ويضعف موقف الدولار باعتباره العملة العالمية الرئيسية.
اتفقت اقتصادات مجموعة السبعة، الاتحاد الأوروبي وأستراليا، على سقف الأسعار في أواخر العام الماضي لمنع خدمات الشحن الغربية من تداول النفط الروسي ما لم يتم بيعه بسعر منخفض قسري لحرمان موسكو من الأموال لحربها.
وقالت مصادر تجارية ومسؤولون اقتصاديون روس وأمريكيون سابقون لرويترز إن ثلاثة بنوك هندية دعمت بعض المعاملات في الوقت الذي تسعى فيه موسكو إلى إزالة الدولار عن اقتصادها لتجنب العقوبات.
لكن استمرار الدفع بالدرهم مقابل النفط الروسي قد يصبح أكثر صعوبة بعد أن أضافت الولايات المتحدة وبريطانيا الشهر الماضي موسكو وبنك MTS الروسي ومقره أبو ظبي إلى المؤسسات المالية الروسية على قائمة العقوبات.
وقالت المصادر التجارية إن MTS سهلت بعض مدفوعات النفط الهندي بعملات غير الدولار.
وقالت مصادر لرويترز: “سيجد الموردون الروس بعض البنوك الأخرى لتلقي المدفوعات، ولا تطلب منا الحكومة التوقف عن شراء النفط الروسي، لذلك نأمل أن يتم العثور على آلية دفع بديلة في حالة حظر النظام الحالي”.
المصدر: https://sa.investing.com/ وكالات