الجنيه الإسترليني يواصل النزيف ويتجه لأدنى المستويات منذ شهرين مع المزيد من علامات ضعف القطاع العقاري

7سبتمبر 2023
يستمر تراجع الجنيه الإسترليني اليوم نحو أدنى المستويات منذ شهرين وذلك مع بلوغه لمستوى 1.24581 مقابل الدولار الأمريكي عند حوالي الساعة 8:30 صباحاً بتوقيت غرينيتش. كما بلغ سعر اليورو مقابل الجنيه الإسترليني أعلى مستوياته منذ أسبوع وذلك عند مستوى 0.85969 في ذات التوقيت صباحاً.

تأتي هذه التراجعات للجنيه الإسترليني بعد تصريحات محافظ بنك إنكلترا Andrew Baileyالذي تحدث، أمام البرلمان، عن أن البنك المركزي قد اقترب من نهاية دورة رفع أسعار الفائدة إلا أنه قد يجب القيام برفعها بشكل أكبر وذلك لمكافحة التضخم المرتفع للغاية. جاءت هذه التصريحات وسط توقعات الأسواق بقيام بنك إنكلترا برفع سعر الفائدة لمرة واحدة أو مرتين.

يبدو أن هذه التصريحات قد أنعشت سوق السندات البريطانية. حيث شهدنا منذ الأمس تراجعاً حاداً لعوائد السندات ومحت كامل مكاسب هذا الأسبوع. حيث وصل العائد على السندات الحكومية البريطانية لأجل عام واحد إلى 5.119% وهي ولأجل عامين إلى 5.148% وأما عوائد السندات لأجل عشرة أعوام فلا تزال تحتفظ ببعض المكاسب لهذا الأسبوع على الرغم من التراجع الحاد وذلك مع بلوغها لمستوى 4.463%. في عموم أسواق السندات الحكومية البريطانية، فقد شهدنا تعافياً بأسرع وتيرة لهذا الأسبوع وذلك مع بلوغ صندوق Shares Core UK Gilts UCITS ETF (IGLT)، الذي يتتبع أداء السندات الحكومية البريطانية، لمستوى 9.9500 جنيه صباح اليوم وذلك بعد بلوغه لأدنى المستويات منذ عشرة أيام خلال يوم أمس.

لا يبدو أنالأسواق مهتمة برفع سعر الفائدة بقدر ما تهتم بسلامة الاقتصاد البريطاني. فعلى الرغم من الحديث عن أسعار الفائدة آخذة في الارتفاع في المستقبل، إلا أننا نشهد المزيد من التراجعات في الجنيه الإسترليني مقابل سلة العملات الرئيسية وتراجعاً في عوائد السندات.

حيث شهدنا اليوم المزيد من الأرقام السلبية من الاقتصاد البريطاني وهذه المرة من القطاع العقاري والذي سجل تراجعاً حاداً في أسعار المنازل. حيث سجل مؤشر Halifax House Price Indexأعلى تراجع في أسعار المنازل منذ العام 2009 وذلك مع تراجع بنسبة 4.6% خلال أغسطس الفائت على أساس سنوي بالمقارنة مع التوقعات بتراجع بنسبة 3.5%.

أعتقد أن هذا التراجع الحاد في أسعار المنازل سيعطي المزيد من الإشارات التحذيرية حول خطورة القيام بمزيد من عمليات رفع أسعار الفائدة والتي أضرت بالفعل بالسوق العقاري مع ارتفاع معدلات الرهون العقاري بشكل قياسي إلى 7.85%. فيما كنا قد رأينا سلسلة من البيانات السلبية حول الاقتصاد البريطاني، حيث لا زلنا نشهد انكماشاً في أنشطة التصنيع والخدمات، وإن كان أبطء من المتوقع، وذلك على ضوء أرقام مديري المشتريات لشهر أغسطس. ذلك على الرغم من النمو في أنشطة الانشاءات وذلك مع قراءة أقوى من المتوقع لمديري المشتريات الانشائي لشهر أغسطس.

 يُضاف إليها أيضاً، التراجع الملحوظ في مبيعات التجزئة خلال الذي شهدناه في يوليو الفائت مما قد ألقى الضوء على ضعف ثقة المستهلك البريطاني والذي يعاني أيضاً من ارتفاع معدلات الرهون العقارية.

أما في الولايات المتحدة فقد رأينا المزيد من العلامات الإيجابية التي عززت مكانة الدولار كملاذ آمن وذلك مع أرقام مؤشر مديري المشتريات الخدمي لشهر أغسطس والذي سجل نمواً أعلى من المتوقع إضافة إلى عجز أقل من المتوقع للميزان التجاري وذلك بدعم زيادة الصادرات. في الصين أيضاً، فقد شهدنا اليوم أرقام الميزان التجاري لشهر أغسطس والذي سجل مستويات ما دون التوقعات وذلك على الرغم من التباطؤ الأقل من المتوقع لكل من الصادرات والواردات وتأتي هذه الأرقام مع المزيد من الحديث حول الخطط الحكومية لدعم القطاع الخاص والأسر.

تحليل سوق اليوم عن سامر حسن محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com

مجموعة أخبار الأعمال الاعلامية

مرحبا من الجيد مقابلتك

قم بالتسجيل لتلقي آخر أخبار الأعمال

نحن لا نرسل البريد العشوائي! اقرأ سياسة الخصوصية الخاصة بنا لمزيد من المعلومات.