التقرير الجديد يسلط الضوء على أجندة دبي للاستدامة والإنجازات
دور مهم للشراكة الوثيقة بين القطاعين العام والخاص ونمو الأعمال في تعزيز مبادرات الاستدامة في الإمارة.
السياحة المسؤولة في المجتمعات الريفية تعكس التزام دبي نحو الاستدامة
دبي، الإمارات العربية المتحدة؛ 8 مايو 2024: أطلقت دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي النسخة الأولى من “تقرير دبي للاستدامة” خلال معرض سوق السفر العربي. حيث يسلّط التقرير الجديد الضوء على خطط التطوير والإنجازات التي تنسجم مع مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33 وتتماشى مع رؤية القيادة الرشيدة لتكون دبي الوجهة المفضلة للعيش والعمل والزيارة. كما يعكس التقرير أهمية جهود قطاعي الضيافة والسياحة في الإمارة لنقل الاستدامة إلى مرحلة جديدة، وذلك من خلال مجموعة من البرامج والمبادرات التي تشكل جزءاً من المساعي لبناء مستقبل أكثر استدامة.
وتسعى دبي من خلال مبادراتها الحكومية، ومنظومتها المستدامة، وبنيتها التحتية المتطورة، للمساهمة في تحقيق أهداف عالمية ووطنية بما فيها أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030؛ واستراتيجية الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، ومبادرة عام الاستدامة التي تم تمديدها لتشمل عام 2024.
ويتطرق التقرير إلى مجموعة واسعة من المواضيع، بما في ذلك أهمية السياحة المسؤولة ضمن المجتمعات الريفية، والمحميات الطبيعية، والمواقع التاريخية في تحقيق نتائج إيجابية ضمن أجندة دبي للاستدامة، مشيراً إلى أن دبي تواصل دعم الشركات الناشئة لتبني أفضل الممارسات في العديد من المجالات، بدءاً من رحلات الطيران المستدامة وصولاً إلى تسهيل حجز الفنادق، مما يقلل من النفايات الناجمة عن العمليات التشغيلية والتأثير البيئي.
كما تولي أجندة دبي للاستدامة اهتماماً خاصاً بتجارب السفر الشاملة والمتاحة للجميع، حيث تحثّ الجهات الفاعلة في القطاع على اعتماد الممارسات المستدامة والشاملة على نطاق واسع لتلبية احتياجات أصحاب الهمم.
وتعليقاً على ذلك، قال يوسف لوتاه، المدير التنفيذي بالإنابة لقطاع الاستراتيجية المؤسسية والأداء في دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي: “تنسجم أهدافنا للاستدامة مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتتماشى مع أجندة دبي الاقتصادية D33 الرامية إلى جعل الإمارة في مقدمة المدن العالمية للأعمال والترفيه. كما ترتكز الاستراتيجية الشاملة على 100 مشروع تحولي من شأنها تحسين أسلوب حياة الأشخاص وعملهم في الإمارة”.
وأضاف قائلاً: “تؤكد النسخة الأولى من تقرير دبي للاستدامة التزامنا ببناء مدينة تتسم بالشمولية والمرونة للأجيال المقبلة. ولقد أسهمت الشراكة المتميزة والتعاون المثمر بين القطاعين العام والخاص في دعم طموحات دبي وترسيخ مكانتهاعالمياً في الاستدامة، وهو ما مكننا من تنفيذ العديد من الحلول المبتكرة. كما ساهم تقرير الاستدامة في تسليط الضوء على الجهود الحثيثة التي بذلتها الإمارة في سبيل ترسيخ مكانتها كواحدة من أكثر الوجهات استدامة على مستوى العالم، بما يتماشى مع الأهداف الطموحة للمبادرات المحلية والعالمية”.
تحقيق أهداف الاستدامة
لقد أطلقت دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي مبادرة “دبي للسياحة المستدامة” في عام 2017 لدعم قطاع الضيافة في الإمارة، وهي تنسجم مع أجندة دبي الاقتصادية D33، وكذلك المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050، وتهدف إلى رفع مستوى الوعي حول السياحة المستدامة استناداً إلى أربع ركائز، وهي المعايير والجوائز والبرامج والتعليم.
وفي إطار هذه المبادرة، أطلقت الدائرة في شهر يوليو 2023 “ختم دبي للسياحة المستدامة” وذلك بالتعاون مع قطاع الضيافة في الإمارة، سعياً منها لتسريع الجهود الرامية إلى تمكين قطاع السياحة من تحقيق مستهدفات الاستدامة، وذلك من خلال تكريم الفنادق التي حصلت على أعلى تصنيف في الامتثال لمعايير الاستدامة الـ 19 التي اعتمدتها الدائرة. ومنحت الدائرة الختم في شهر يناير من العام الجاري لـ 70 فندقاً في مختلف أنحاء الإمارة تكريماً لالتزامها بالممارسات المستدامة. وكجزء من مبادرة دبي للسياحة المستدامة اعتمدت الدائرة في عام 2017 أداة احتساب الكربون المخصصة لحساب البصمة الكربونية في قطاع الضيافة في دبي.
وتتواصل الجهود المهمة الأخرى تحت مظلة مبادرة “دبي تبادر” للاستدامة”، والتي تعكس التزام الإمارة وحرصها على إحراز تقدم ملموس فيما يتعلق بالاستدامة، حيث دشّن سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي مؤخرا مشروع “مشدّ دبي” الرائد والمميز للاستدامة بإطلاق الدفعة التمهيدية من وحدات الشعاب البحرية، إيذانا ببدء أكبر مشروع تطوير للشعاب البحرية في العالم. وقد حققت “دبي تبادر” بالفعل تأثيراً قوياً منذ إطلاقها حيث شجعت السكان على استخدام عبوات المياه القابلة لإعادة التعبئة من خلال 50 محطة مياه شرب نقية مجانية منتشرة في مواقع مختلفة في المدينة، كما نجحت بتخفيض استهلاك عبوات المياه البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، بنحو 18 مليون عبوة تقريباً من سعة 500 مل خلال عامين من إطلاقها.
منصات التدريب والتعليم
تعمل دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي على تعزيز جهودها في مجال الاستدامة من خلال إطلاق مبادرات تعليمية فعالة لدعم الشركاء والجهات المعنية في قطاع السياحة، بما في ذلك “نهج دبي”، وهي منصة تدريب تفاعلية مبتكرة مخصصة للمهنيين من القطاعين العام والخاص ممن يتعاملون مع الزوار بشكل مباشر.
وتقدم هذه المنصة، التي تديرها كلية دبي للسياحة التابعة للدائرة، دورة تدريبية بعنوان “دبي للسياحة المستدامة”، التي توفر للمشاركين فرصة اكتساب المعارف اللازمة حول مستهدفات الاستدامة في قطاع السياحة بدبي، وتكوين فهم أعمق حول دورهم المحوري في بناء بنية تحتية داعمة لهذا القطاع. كما تتيح للمشاركين التعرف على الأهمية البيئية والاقتصادية والاجتماعية لبناء مستقبل مستدام، من خلال سلسلة من المناهج المميزة.
وفي إطار سعيها لتوفير بيئة شاملة وسهلة الوصول لجميع السكان والزوار، فقد حققت دبي تقدماً ملحوظاً ضمن سعيها الحثيث للحصول على شهادة الوجهة المعتمدة للتوحد، وساهمت جهود دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي على مدار عام في تحقيق عدة إنجازات مهمة في هذا المجال بالتعاون مع المجلس الدولي للاعتماد ومعايير التعليم المستمر، وهو ما يجعلها أول وجهة معتمدة للتوحد في النصف الشرقي من الكرة الأرضية. حيث تلقّى أكثر من 13 ألف شخص تدريباً حول اضطراب التوحد والإدراك الحسي على منصة “نهج دبي”، بينما حصل أكثر من 30 موقعاً على شهادات من المجلس الدولي للاعتماد ومعايير التعليم المستمر.