مزوّد خدمات التعليم عن بُعد الأكثر خبرةً في العالم يفتتح مقره الإقليمي في الإمارات لتلبية الطلب المتزايد على دورات التعليم المهني في منطقة الخليج العربي

دبي، بيزنس نيوز: أعلنت مؤسسة آي سي إس ليرن، مزوّد خدمات التعليم عن بُعد الأكثر خبرةً في العالم التي تأسست عام 1882 ومقرّها المملكة المتحدة، عن قرارها بافتتاح مكتبها الإقليمي في الإمارات خلال العام القادم ليكون مركز الخدمة المتكامل للأعداد المتزايدة من المهنيين المهتمين بالحصول على شهادات المركز في دول الخليج العربي.

التوجهات الدراسية المتطورة: أهمية المرونة وإمكانية الوصول

كشفت مؤسسة آي سي إس ليرن في تقريرها الذي صدر مؤخراً، بعنوان “آفاق تطور التعلّم والتنمية مع العودة إلى العمل”، أن جائحة كوفيد-19 أدت إلى توجّه كبير نحو التعلّم عن طريق الإنترنت.

ويسارع العديد من الأفراد اليوم إلى توسيع وتنويع مجموعة مهاراتهم سعياً إلى تعزيز فرص عملهم، ولا سيما مع الواقع القاسي الذي يشهده الاقتصاد العالمي بعد الجائحة، حيث شهدت مؤسسة آي سي إس ليرن ارتفاعاً هائلاً في الإقبال على برامج المحاسبة والموارد البشرية والقيادة والإدارة فضلاً عن برامج التسويق والشراء الرقمية.

وأوضحت دافينا كراستيفا، المدير العام لمؤسسة آي سي إس ليرن لمنطقة الشرق الأوسط: “عبّر خبراء التعليم والتنمية في البداية عن قلقهم من أن تؤدي الجائحة إلى تراجع التعليم، ولكن الواقع جاء معاكساً للتوقعات، حيث توجه الناس نحو التعلّم عن طريق الإنترنت. ورغم عودة الحياة إلى طبيعتها تدريجياً، ينبغي أن يواصل أصحاب العمل توفير فرص التعلم عن طريق الإنترنت، الذي يتميز بسهولته وإمكانية وصول عدد أكبر من المتعلمين إليه، وخصوصاً مع تحوله إلى الخيار المفضّل للموظفين أثناء عملهم في المنزل، تماشياً مع سعيهم للحصول على خيارات تعلم سهلة تلائم اهتماماتهم، لا سيما مع التطور التكنولوجي الذي تشهده مختلف المجالات”.

وأضافت كراستيفا قائلةً: “توازي بعض شهاداتنا برامج الدراسة الجامعية، إلا أنها تتيح مرونةً أكبر للمتعلمين، إذ يمكنهم وضع برنامجهم الدراسي الخاص بهم، مع إمكانية الوصول طوال الوقت إلى بيئة التعلّم الافتراضية، والحلقات الدراسية المباشرة عن طريق الإنترنت والتسجيلات الملحقة بها، إضافةً إلى نظام التسديد وفق دفعات شهرية بدون فوائد، ما يوفر عروضاً تلبي تطلعات المتعلمين. كما يجب أن يتسم تطوير وتطبيق ميزات المستخدمين الجديدة بالمرونة بما يلبّي احتياجات العملاء”.

برامج إدارة الموارد البشرية تتصدّر خيارات التعليم في دول الخليج العربي:

يدرس في مؤسسة آي سي إس ليرن حالياً 286 متخصصاً، حيث يتابع 39% منهم دراسته للحصول على شهادة الزمالة بدرجة دبلوم في إدارة الموارد البشرية المعترف بها من قبل معهد تشارترد للأفراد والتنمية.

أما في السعودية، فيدرس 275 متخصصاً في 12 دورة تدريبية مختلفة، حيث تتابع النسبة الأكبر منهم (47%) دراستها للحصول على شهادة الزمالة بدرجة دبلوم في إدارة الموارد البشرية من معهد تشارترد للأفراد والتنمية، المؤسسة المرموقة لتأهيل خبراء إدارة الموارد البشرية والتي عدّلت برامجها التأهيلية لتشمل جوانب بالغة الأهمية مثل التنوّع والشمولية والسلامة في موقع العمل.

وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت كراستيفا: “تشهد دول الخليج العربي توجّهاً ملحوظاً نحو تعزيز خبرة مواردها البشرية، نتيجة التطور الاقتصادي الاجتماعي فيها ورغبة القطاعين العام والخاص باستقطاب أفضل الكفاءات المهنية والاحتفاظ بها، وتلبية الطلب المتزايد على خدمات التعليم عن طريق الإنترنت والتعليم عن بُعد من خلال توفير الفرصة للحصول على شهادات تأهيل معتمدة تمّكن الموظفين من تطوير مسيرتهم المهنية”.

التعلم عن طريق الإنترنت: الخيار الأول للمتعلمين

يفيد تقرير مؤسسة آي سي إس ليرن أيضاً بأن رؤساء أقسام الموارد البشرية يدرسون اليوم أفضل الوسائل للتعامل مع الواقع الجديد، الذي بات فيه التعلم عن طريق الإنترنت والبرامج التنموية الخيار الأول بعد أن شهدت إقبالاً ونجاحاً كبيراً خلال فترة الجائحة وعمل خلالها الموظفون من منازلهم. وشهدت المؤسسة تزايد عدد الطلاب بنسبة 100% خلال فترة الجائحة، وارتفاع عدد الحاصلين على الشهادات بنفس النسبة، حيث تضاعف عدد طلابها شهرياً منذ فرض إجراءات الإغلاق، لتشهد المؤسسة أكبر عدد من الطلاب المسجلين لديها على الإطلاق في سبتمبر 2021.

التحفيز الذاتي أساس مستقبل التعلم

ترى مؤسسة آي سي إس ليرن أن مستقبل التعلّم مرتبط بالمستقبل الوظيفي، حيث يوفر الموظفون العاملون من المنزل وقت التنقل لاستثماره في التعلّم الذاتي. كما تساهم الحلول القائمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي في توفير محتوى يتناسب مع اهتمامات المستخدمين، مما يشير إلى مرحلة جديدة من المسارات المهنية القائمة على التطوير الذاتي، حيث يختار الأفراد المجالات التي يودون تعلمها.

وقامت مؤسسة آي سي إس ليرن بتعديل نهجها لتوفير مزيد من الفرص المواتية للتعلم الفعال، حيث بدأت بإقامة جلسات تدريب بدون جدول أعمال محدد ولا تتطلب التسجيل مسبقاً، وحظيت تلك الجلسات قبولاً واسعاً، حيث يقيم المُحاضِر جلسةً افتراضية مباشرة مدتها ساعتان يمكن للطلاب الدخول إليها وطرح الأسئلة والمغادرة متى ما أرادوا.

الابتعاد عن جلسات التدريب التي تستمر طوال اليوم والتوجّه نحو الجلسات القصيرة والموجّهة

أفادت مؤسسة آي سي إس ليرن أن معظم الشركات أدركت عدم فعالية استضافة جلسات تدريبية طوال اليوم عبر تطبيق زوم، حيث توفر الجلسات الأقصر فرصة أكبر لمشاركة الموظفين الذين لا يملكون متسعاً من الوقت.

وتعليقاً على ذلك، قالت كراستيفا: “لا شك أننا سنشهد عودة طلاب الجامعة إلى القاعات الدرسية، إلا أن هذا ليس خياراً مفضلاً للمتخصصين الذين يدرسون للحصول على مؤهلات مهنية، كونهم لن يتقبلوا فكرة الذهاب إلى الجامعة طوال أيام الأسبوع، بل أصبحوا يثقون في التعليم عن طريق الإنترنت بسبب السهولة والمرونة التي يتميز بها”.